كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

عبيد الله قال: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير سبحان الله، فقال: هو تنزيه الله".
قلت:] (¬1) ويستعمل مفردًا ومضافًا، فإذا أُفرد فمنهم من ينونه ومنهم من لا ينونه، فمن الأول قوله:
سبحانه ثم سبحانًا أسبحه ... وقبلنا سبح الجودي والجمد (¬2)
ومن الثاني قوله (¬3):
أقول لما جاءني فخره ... سبحان من علقمة الفاخر
فمن ترك تنوينه جعله علمًا فمنعه الصرف للتعريف وزيادة الألف والنون، ومن نوَّنه جعله نكرة، وقيل: بل صرفه للضرورة،
وأبعد من قال: إنه مقطوع عن الإِضافة.
الخامس: قوله: "إن المؤمن لا ينجس" يقال: نجس الشيء بالكسر، ينجس بالفتح، ونجس بالضم ينجس، قاله القرطبي (¬4).
وقال النووي: يقال بضم الجيم وفتحها لغتان، وفي ماضيه لغتان: نجس ونجُس بكسر الجيم وضمها، فمن كسرها في الماضي فتحها في المضارع، ومن ضمها في الماضي ضمها في
¬__________
(¬1) زيادة من ن ب.
(¬2) انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 292) والبيت لأمية ابن أبي الصلت. انظر: تاج العروس (2/ 157)، وقد جاء بلفظ آخر:
سبحانه ثم سبحانًا يعود له ... وقبلنا سبح الجودي على الجمد
(¬3) قائلة الأعشى. انظر: ديوان الأعشى (193).
(¬4) انظر: المفهم (2/ 741).

الصفحة 14