كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

إلَّا أن الشمس لم تطلع" (¬1).
"وروي عن علي أنه صلى الصبح بالناس ثم قال الآن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود" (¬2).
قال الطبري: "ومما قادهم إلى هذا القول أنهم يرون أن الصوم إنما هو في النهار، والنهار عندهم من طلوع الشمس لأن آخره
غروبها فكذلك أوله طلوعها" (¬3).
¬__________
(¬1) أخرجه ابن ماجه برقم (1695)، وأحمد في المسند (5/ 400)، والنسائي (1/ 303)، وابن حزم في المحلى (6/ 232)، وقال ابن حجر في الفتح (4/ 136): إنه رواه سعيد بن منصور عن أبي الأحوص، عن زر، عن حذيفة، وساقه بلفظه، وأخرجه الطحاوي من وجه آخر عن عاصم نحوه. وروى ابن أبي شيبة وعبد الرازق ذلك عن حذيفة من طرق صحيحه. اهـ. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 324)، وانظر: تفسير الطبري تحقيق أحمد شاكر رقم (3011).
(¬2) تفسير الطبري تحقيق أحمد شاكر -رحمنا الله وإياه- (3001، 3010).
قال ابن حجر في الفتح (4/ 136) بعد أن ساقه بلفظه: وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن علي.
(¬3) قال الطبري -رحمه الله- في تفسيره (3/ 524)، وعلة من قال هذا القول: إن الوقت إنما هو النهار دون الليل، قالوا وأول النهار طلوع الشمس، كما أن آخره غروبها. قالوا: ولو كان أوله طلوع الفجر لتوجب أن يكون آخره غروب الشفق. قالوا: وفي إجماع الحجة على إن آخر النهار غروب الشمس. دليل واضح على أن أوله طلوعها، قالوا: وفي الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تسحر بعد طلوع الفجر. أوضح الدليل على صحة قولنا. اهـ. هذا كلامه بنصه.

الصفحة 458