كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

كاستقبال الملك، والقراءة والذكر والصيام والركوع والسجود كالخدمة، وحضور القلب هو المقصود في الصلاة، وإنما يكون مع السكون وعدم الالتفات والحركة، وذلك بمداومة جهة واحدة، فلذلك شرع استقبال القبلة، ولأن [موافقة] (¬1) المطلوبة [والافتراق] (¬2) في التوجه اختلاف ظاهر، فجمعهم على جهة واحدة لتحصل الموافقة المطلوبة، وجمعهم على استقبال الكعبة، لأن الكعبة بيته، وإضافتها [إليه] (¬3) بقوله {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} (¬4)، وأضاف المؤمن إليه بوصف العبودية بقوله {قُلْ لِعِبَادِيَ} (¬5)، والكعبة بيته، والصلاة خدمته، فكأنه تعالى قال: أقبل بوجهك لي يا عبدي في خدمتي إلى بيتي، وبقلبك إلي.
قال بعضهم: وإنما استقبلت اليهود المغرب، لأن النداء لموسى كان في الجانب الغربي، واستقبلت النصارى المشرق لأن الملك جاء لمريم في المكان الشرقي، قاله ابن عباس. وذكر المصنف في الباب ثلاثة أحاديث:
¬__________
(¬1) في ن ب (الموافقة).
(¬2) في ن ب (الاقتران).
(¬3) ساقطة من ب.
(¬4) سورة الحج: آية 26.
(¬5) سورة إبراهيم: آية 31.

الصفحة 477