كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

الجوهري (¬1)، ولم يجعلوا الألف واللام فيه عوضًا من الجملة المحذوفة، وهذا خلاف مذهب سيبويه كما حكاه عنه أبو البقاء
وغيره، فإنه جعلها عوضًا منها.
واختلف في عينه، فقيل: ياء والصحيح واو، بدليل قولهم في التصغير نويس، وهو من الأسماء التي لا واحد له من لفظه: كالخيل والإِبل والغنم والأنام وما أشبه ذلك.
ثالثها: قباء: بالمد والقصر، ويذكر ويؤنث، ويصرف ولا يصرف، فهذه ست لغات أفصحها أولها وهو موضع معروف بقرب المدينة على ثلاثة أميال، كما قاله النووي (¬2)، إلَّا أنه يحتمل أن يكون المراد [هنا قباء نفسه، ويحتمل أن يكون المراد] (¬3) المسجد وهو الظاهر، وهو المسجد الذي أسس على التقوى، وهو أول مسجد أسس في الإِسلام على ما حكاه البيهقي (¬4)، قال: وأول من وضع فيه حجرًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أبو بكر ثم عمر، وفي حديث أخر أنه سئل عنه، فقال: هو مسجدي هذا.
قال السهيلي (¬5): [ويمكن] (¬6) الجمع، فإن كل واحد منهما
¬__________
(¬1) الصحاح (984).
(¬2) انظر: شرح مسلم (5/ 10)، ومعجم البلدان (4/ 301، 302).
(¬3) في ن ب ساقطة.
(¬4) دلائل النبوة (2/ 544، 545).
(¬5) الروض الأنف (2/ 246).
(¬6) في ن ب (ولكن).

الصفحة 488