كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

سابعها: حولت القبلة في السنة الثانية قطعًا، واختلفوا في الشهر الذي حولت فيه.
فقال محمد بن حبيب الهاشمي (¬1): في الظهر يوم الثلاثاء نصف شعبان.
وقال غيره: في رجب قبل بدر بشهرين، وكان ذلك في ركوع الركعة الثانية من الظهر [في مسجد بني سلمة] (¬2)، فاستدار
واستدارت الصفوت لما نزل قوله -تعالى-: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ)} (¬3) الآية.
وذكر القرطبي أن الآية نزلت في غير صلاة، وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب: "أول صلاة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة صلاة العصر"، وفي أخرى: "صلاة الصبح" والأولى أثبت، ولذلك سمي المسجد الذي لبني سلمة مسجد القبلتين، ويجمع بينهما وبين رواية العصر: أن أول صلاة صلاها كاملة إلى الكعبة صلاة العصر بخلاف الظهر، ويحتاج إلى جواب عن رواية الصبح (¬4).
¬__________
(¬1) هو محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي البغدادي أبو جعفر المتوفى سنة (245)، له مؤلفات منها: "المحبر"، و"الأمثال"، و"غريب الحديث"، وكشف الظنون (1/ 393، 2/ 128، 1/ 37، 436).
(¬2) الزيادة من ب.
(¬3) سورة البقرة: آية 144.
(¬4) قال ابن حجر -رحمنا الله وإياه- في الفتح (1/ 97) بعد ذكر الروايات =

الصفحة 490