كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

المقدس جعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، فتحرى القبلتين معًا، فلم يظهر استقباله بيت المقدس ولا توجهه إليه للناس حتى هاجر إلى المدينة وخرج من مكة، هكذا روي عن ابن عباس من [طرق] (¬1) صحيحة، وقد روى ابن حبان في صحيحه (¬2) في هجرة البراء بن معرور، وكعب بن مالك ما يدل على ذلك، وهو أن البراء رأى أن لا يجعل الكعبة وراء ظهره في صلاته، وأنه شاور في ذلك كعبًا فلم يوافقه، وأنه بقي في نفسه من فعله، حتى قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو وعمه العباس جالسين بمكة، فسلم هو وكعب عليه - صلى الله عليه وسلم - في قصة طويلة، قال البراء: يا رسول الله إني [قد] (¬3) صنعت في سفري هذا شيئًا أحببت أن تخبرني عنه، فإنه قد وقع في نفسي منه شيء، إني قد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر، وصليت إليها ومنعني أصحابي، وخالفوني حتى وقع في نفسي من ذلك ما وقع. فقال - عليه الصلاة والسلام -: "أما إنك قد كنت على قبلة لو صبرت عليها". قال: ولم يزده على ذلك.
قال ابن حبان: أما تركه - صلى الله عليه وسلم - أمر البراء بإعادة الصلاة التي صلاها إلى الكعبة حيث [قال] (¬4) كان الفرض عليهم استقبال بيت
¬__________
(¬1) في الأصل (طريق)، والتصحيح من ن ب.
(¬2) ابن حبان (9/ 74)، والسيرة لابن إسحاق (2/ 48)، ودلائل النبوة للبيهقي (2/ 444)، كما نقله ابن حجر في الفتح بكامله، وذكر تصحيح ابن حبان (7/ 221).
(¬3) في ن ب ساقطة.
(¬4) في ن ب ساقطة.

الصفحة 494