كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

المقصود بهذه الدعوة إنما كان للصلاة لهم ليتخذوا مكانه مصلى، والطعام تبع، ويرده قوله: (لطعام صنعته) (¬1).
ثامنها: اللام في قوله: (فلأصلي) مكسورة لام كي، والفاء زائدة وقد جاءت زيادتها في قولهم: (زيد فمنطلق)، كما قال: (وقائلة خولان فانكح فتاتهم) وهو مذهب الأخفش، وقد [ورد] (¬2) بكسر اللام وجزم الياء على أنه أمر نفسه، وروي بفتح اللام الأولى والياء ساكنة وهي [أشدها] (¬3) لأن اللام تكون جواب قسم محذوف، وحينئذ يلزمها النون في الأشهر.
وقال البطليوسي: كثير من الناس يتوهمه قسمًا، وهو غلط، لأنه لا وجه للقسم هنا، ولو كان قسمًا لقال (فلأصلين) بالنون، وإنما الرواية الصحيحة فلأصلّ على معنى الأمر، والأمر إذا كان للمتكلم والغائب كان باللام أبدًا، وإذا كان للمخاطب كان باللام وغيره.
وحكى صاحب المطالع: (فلنصل) (¬4) بالنون وكسر اللام الأولى والجزم، كأنه أمر للجميع.
تاسعها: فيه جواز النافلة جماعة.
¬__________
(¬1) ذكر هذا مختصرًا في الاستذكار (6/ 152)، وفي التمهيد (1/ 264)، وذكر مفصلًا في التمهيد (1/ 271، 276).
(¬2) في ن ب (روى).
(¬3) في ن ب (أشد).
(¬4) وهي رواية الترمذي (234).

الصفحة 528