كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

فيهما، وكذا ذكره الحميدي في جمعه بين الصحيحين بلفظ (يجعل) فيهما، وذكره صاحب المنتقى (¬1) بلفظ (يحول) فيهما، وعزاه إلى رواية الجماعة، وأما لفظ رواية المصنف (¬2).
وهذا الحديث رواه مع أبي هريرة، عائشة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وحذيفة بن اليمان، كما أفاده ابن مندة في مستخرجه (¬3).
ثانيها: (أما) مخفف لفظهُ: لفظ استفهام ومعناه: التقرير والتوبيخ، ويسمى حرف استفتاح [وحرفا الاستفهام] (¬4) "أما، وألا" أي يستفتح بعدها الكلام، والأصل فيه ما النافية دخلت عليها همزة الاستفهام، وهي كليس في قوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} (¬5).
وفي الصحاح (¬6): "أمَا" مخففة تحقق الكلام الذي يتلوه، تقول: "أما إن زيدًا قائم" بمعنى أنه قائم على الحقيقة، لا على المجاز، وهذا معنى آخر، وكذا قولهم: (أما والله قد ضرب زيد عمرًا) معناه غير معنى أما في الحديث.
¬__________
(¬1) المنتقي للمجد (1/ 606).
(¬2) في هامش النسخة ب: بياض في النسخة المنقول منها، وفي الأصل كذلك بياض.
(¬3) ذكر في مجمع الزوائد (2/ 80، 82) رواية أبي سعيد الخدري، وابن مسعدة صاحب الجيوش، وأنس، والنعمان بن بشير، وجبير بن مطعم، وسمرة، وأبي أمامة، وأبي هريرة، وأبي الأحوص، وعبد الله بن يزيد.
(¬4) زيادة من ب.
(¬5) سورة الأعراف: آية 172.
(¬6) انظر: مختار الصحاح (19)، مع اختلاف يسير.

الصفحة 545