كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 2)

الحمد" في معناه " [لك] (¬1) الحمد ربنا"، أو "من حمد الله سمع له" للإِتيان باللفظ والمعنى. نص عليه الشافعي في الأم.
قال الماوردي (¬2): ولو قال حمد الله من سمعه أجزأه وإن خالف السنة.
الحادي عشر: قوله: "وإذا سجد فاسجدوا" يؤخذ منه الطمأنينة فيه، وكذا من قوله: "وإذا ركع فاركعوا" فإنه يقتضي تقديم ما يسمى ركوعًا وسجودًا، كذا قاله الشيخ تقي الدين في الحديث الرابع الآتي، ولا يخلو من مشاحَّةٍ فيه.
الثاني عشر: قوله - عليه الصلاة والسلام -: "وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا أجمعون" كذا وقع التأكيد في الروايات "بأجمعون" (¬3) مرفوعًا، ومقتضاه أن يكون منصوبًا، لأن التأكيد (¬4)
¬__________
(¬1) زيادة من ب.
(¬2) الحاوي الكبير (2/ 161).
(¬3) قوله: (أجمعون) كذا في جميع الطرق في الصحيحين بالواو، إلَّا أن الرواة اختلفوا في رواية همام عن أبي هريرة كما سيأتي في "باب إقامة الصف"، فقال بعضهم: (أجمعين) بالياء، والأول: تأكيد لضمير الفاعل في قوله: (صلوا)، وأخطأ من ضعفه فإن المعنى عليه، والثاني: نصب على الحال أي جلوسًا مجتمعين أو على التأكيد لضمير مقدر منصوب كأنه قال: أعنيكم أجمعين. اهـ، من الفتح (2/ 180) وكذا في رواية مسلم أجمعين، وفي البيهقي (3/ 79).
(¬4) أي: أن (أجمعون) وقع توكيدًا لواو الجماعة وهي فاعل مرفرع، والتأكيد يتبع المؤكد في إعرابه نصبًا ورفعًا وجرًا.

الصفحة 563