كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

وضح إبطيه"] (¬1)، وفي رواية "حتى إني لأرى بياض إبطيه".
قال ابن أبي جمرة -رحمه الله- في (إقليد التقليد على المدونة) (¬2): استدل بعضهم على سعة الأكمام بهذا الحديث، لأنه لا يُرى بياض إبطيه إلَّا مع سعة [الكم] (¬3)، وفي الأثر (¬4): "كانت
¬__________
(¬1) في ن ب ساقطة.
(¬2) قال في طبقات الشافعية للسبكي (8/ 24)، ولابن القليوبي "شرح على التنبيه" أنه استنبط من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ ...} الآية، أن ما يفعله علماء هذا الزمان في ملابسهم، من سعة الأكمام وكبر العمة، ولبس الطيالس حسن، وإن لم يفعله السلف، لأن فيه تمييز لهم، يعرفون به، ويلتفت إلى فتاويهم وأقوالهم.
أقول: هذا خلاف ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بحيث أنه لم يتميز عن أصحابه بلباس، ولذا كان يجلس معهم ولا يعرفه الغريب. ونهيه - صلى الله عليه وسلم - عن ليس ثوب الشهرة.
(¬3) في الأصل (اللام)، والتصحيح من ب د.
(¬4) في الترمذي (1782) عن أبي كبشة "بلفظ كانت كمام أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بُطحًا". قال الترمذي: هذا حديث منكر. انظر: ميزان الاعتدال للذهبي (2/ 397).
وجاء في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي الشيخ (91) عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: "كانت كمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بطحًا". قال في النهاية (4/ 200)، وفي رواية: "أكمة" هما جمع كثرة وقلة لكلمة القلنسوة، يعني أنها كانت منبطحة غير منتقبة. اهـ.
وقال ابن الجوزي في غريبه (1/ 75) الكمام جمع كُمة: وهي القلنسوة.
وقال في النهاية (1/ 135)، وغريب ابن الجوزي (1/ 75)، والغريبين =

الصفحة 137