كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

عمل كثير، ويشغل القلب. فإذا كان علم الخميصة يشغله، فكيف لا يشغله هذا؟! وهذا باطل ودعوى مجردة، كما قاله النووي ومما يرده قوله: (وإذا قام حملها)، وفي رواية [في] (¬1) مسلم: "وإذا رفع من السجود أعادها"، وفي رواية له: "خرج علينا حاملًا أمامة فصلى"، وذكر الحديث. وأما قصة الخميصة فإنها تشغل القلب بلا فائدة وحمل أمامة لا نسلم أنه يشغل القلب [و] (¬2) إن شغله فيترتب عليه فوائد، فاحتمل ذلك الشغل لها بخلاف الخميصة.
وقال الشيخ تاج الدين الفاكهي -رحمه الله-: كأن السر في حملها في الصلاة رفعًا لما كانت العرب [تأنفه] (¬3) من [كراهة] (¬4) حمل البنات كبرًا؛ فحملها على عنقه حتى في الصلاة. قال: ونظيره قوله - عليه السلام -: "الحج عرفة" (¬5) أي لا حج إلَّا عرفة على طريق المبالغة دفعًا لعادتهم من ترك الوقوف.
وقد ذهب بعضهم إلى أن البيان بالفعل أقوى من البيان بالقول أخذه من قضية الحلاق حين أمرهم - عليه السلام -[به] (¬6) فأبوا عليه أو بعضهم أو ترددوا فلم يكن إلَّا أن دعا حالقه فلم يتخلف منهم أحد (¬7).
¬__________
(¬1) زيادة من ن ب.
(¬2) في ن ب ساقطة.
(¬3) في ن ب تألفه.
(¬4) زيادة من ن ب.
(¬5) سبق تخريجه.
(¬6) زيادة من ن ب د.
(¬7) انظر: فتح الباري (1/ 592)، وإحكام الأحكام (2/ 350)، أي: الحلقِ في صلح الحديبية.

الصفحة 155