كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

رب العالمين، بل بسورة الحمد. فلو كان لفظ الرواية " [كان] (¬1) يفتتح بالحمد" لقوي تأويل الشافعي وغيره، فإنه يدل حينئذ على الافتتاح بالسورة التي البسملة بعضها عندهم، قاله الشيخ تقي الدين.
وقوله: "لا تسمى بهذا المجموع" غلط. ففي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله في: "الحمد لله رب العالمين: أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني" (¬2) وفيها أيضًا من حديث أبي سعيد بن المعلى: "الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني الذي [أوتيت] (¬3) والقرآن العظيم" (¬4)، [وهذا] (¬5) ظاهر، ونص في أن الفاتحة تسمى بهذا المجموع الذي هو: الحمد لله رب العالمين، وبالله التوفيق.
وأجاب بعض المتأخرين من المخالفين؛ عن التأويل المذكور: بأن هذا الاحتجاج إنما [كان] (¬6) يحتمل لو كانت الرواية بخفض
¬__________
(¬1) ساقطة من ن د.
(¬2) أبو داود عون المعبود (1444). قال المنذري: وأخرجه البخاري والترمذي. رواية الترمذي (3124). سيأتي في التعليق (8) ح (98).
(¬3) في ن ب د (أوتيته).
(¬4) البخاري (4474، 5006، 4447، 4703)، وأبو داود عون (1445)، وأحمد (2/ 9، 4/ 211)، والنسائي (2/ 139)، وفضائل القرآن له (35)، وابن ماجه (3785)، والدولابي (1/ 34) من طرق عن شعبة به، والطبراني (22/ 303)، وابن حبان (777)، والبيهقي (2/ 368).
(¬5) في ن د (فهذا).
(¬6) في ن ب ساقطة.

الصفحة 36