كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

السادس عشر: قال صاحب "الإِكمال": قال أبو القاسم بن أبي صفرة في قوله: "أناجي من لا تناجي"، دليل على أن الملائكة أفضل من بني آدم (¬1). قال القاضي (¬2): ولا دليل فيه لا سيما على رواية "فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" فقد ساوى بينهم.
السابع عشر: حكم رحبة المسجد حكمه لأنها منه، ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - إذا وجد [ريحها] (¬3) من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع إبعادًا له عن المسجد ورحبته (¬4).
الثامن عشر: قال صاحب (الإِكمال) (¬5): لو أن جماعة مسجد كلهم وجدت الروائح الكريهة منهم، لا يخالطهم في مسجدهم
غيرهم لم يمنعوا منه بخلاف ما لو كان معهم غيرهم ممن يتأذى منهم بذلك.
قلت: فيه نظر لأجل احترام الملائكة. وقد روى الترمذي
¬__________
(¬1) سبق هذا المبحث وللاطلاع في التفضيل بين الملائكة وصالحي البشر. انظر: بدائع الفوائد (3/ 197)، طبع مكتبة القاهرة، وفتاوى ابن تيمية (4/ 350، 392)، والاختيارات الفقهة (113).
(¬2) ذكره في إكمال إكمال المعلم (2/ 256).
(¬3) في ن ب (ريحًا).
(¬4) انظر التعليق (1) ص (405)، وت (2) ص (409).
(¬5) هو سليمان بن مظفر بن غنائم بن عبد الكريم، أبو داود الجيلى، مات في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وستمائة عن نيفٍ وستين سنة. ترجمته في: طبقات الشافعية للسبكي (8/ 148)، وطبقات ابن شهبة (2/ 72).

الصفحة 416