كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

ذلك لا يفعل إلَّا لله -تعالى- ويجوز أن يراد به الاعتراف، بأن ملك ذلك كله لله. قلت: وما أحسن قول الشاعر هنا:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح ... فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن سرت الألفاظ يومًا بمدحة ... لغيرك إنسانًا فأنت الذي تعني
السادس: الواو في قوله: "والصلوات" تقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه، فيكون حينئذٍ كل جملة ثناء مستقلًا وهو أبلغ.
السابع: "الصلوات" فيها أقوال:
أحدها: أنها الخمس، قاله ابن المنذر وآخرون: ويكون التقدير: أنها واجبة لله -تعالى- لا يجوز أن يقصد بها غيره، أو تكون [كالإِخبار] (¬1) عن إخلاصنا الصلوات له، أي صلاتنا مخلصة [لله] (¬2) لا لغيره [[ومنهم من قال: هي كل الصلوات] (¬3).
ثانيها: أنها الرحمة، أي هو المتفضل بها والمعطي لها، لأن الرحمة التامة لله لا لغيره] (¬4)، وقرر بعض المتكلمين هذا المعنى بأن
قال: كل من رحم أحدًا فرحمته له بسبب ما حصل له من الرقة عليه، وهو برحمته دافع لألم الرقة عن نفسه بخلاف رحمة الله -تعالى- فإنها لمجرد إيصال النفع إلى العبد (¬5).
¬__________
(¬1) في ن ب د (ذلك أخبارًا).
(¬2) في ن ب د (له).
(¬3) في ن د ساقطة.
(¬4) في ن ب ساقطة.
(¬5) سبق وأن تكلمت على إثبات صفة الرحمة لله -عز وجل-، فيراجع.

الصفحة 426