كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

[أو] (¬1) البقاء أو غيرهما (¬2) وذلك لا يتصور قوله بل يقال: اسمه الدال عليه بخلاف قولنا: أكلت الخبز وشربت الماء. فإن الاسم فيه أريد به المسمى.
وأما لفظة الاسم: فقد قيل فيها: إن الاسم هو المسمى، وفيه نظر دقيق، كما قال الشيخ تقي الدين (¬3): وهذا بالنسبة إلينا، وأما بالنسبة إلى الله -تعالى- فلا يقال الاسم غير المسمى، ولا هو [هو] (¬4)، بل يجب إطلاقه كما أطلقه الله -تعالى- من غير خوض
¬__________
(¬1) في ن ب (و).
(¬2) قال ابن القاسم في حاشية الروض (2/ 66): ملكًا واختصاصًا أو كل ما يحيى به من الثناء والمدح بالملك والعظمة لله تعالى. وهو سبحانه يحيّى ولا يسلم عليه، وفي الصحيحين: كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد السلام على الله، من عباده. فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام" لأن السلام دعاء بالسلامة، والله سبحانه هو المدعو وهو السالم من كل نقص وعيب، وله الملك المطلق وكانوا إذا نال أحدٌ الملك قيل: نال فلان التحية، أي نال الملك الذي يستدعي له التحية. فهو سبحانه المستحق أن يحيّى بأعلى التحيات لتمام ملكه، ولا يسلم عليه لكماله وغناه المطلق.
فائدة: الحكمة من جمع التحيات لأن ملوك الأرض يحيون بتحيات مختلفة. أبيت اللعن، وأنعم صباحًا، إلخ. فقيل للمسلمين: قولوا: التحيات لله ... إلخ، فهو أولى بالتحيات من كل ما سواه، فإنها تتضمن الحياة والبقاه والدوام، ولا يستحق هذه التحيات إلَّا الحي الباقي الذي لا يموت ... الخ.
(¬3) انظر: إحكام الأحكام (2/ 287) وفيه تعليق نفيس للصنعاني.
(¬4) في ن ب ساقطة.

الصفحة 43