وقال ابن شعبان المالكي ما معناه: أنه إن ابتدأ كلامه بنداء ليس بدعاء مثل قوله: يا فلان فعل الله به كذا، فقد أبطل صلاته
قبل الشروع [في الدعاء] (¬1) بخلاف ما إذا ابتدأ بالدعاء ثم أتبعه النداء، قال ابن أبي زيد: ولم أعلم أحدًا من أصحابنا قاله غيره.
وقال القاضي عياض: قوله - عليه الصلاة والسلام - للشيطان في الصلاة: "ألعنك بلعنة الله التامة، وأعوذ بالله منك" (¬2)، وهو في الصلاة دليل على الدعاء على غيره بصيغة المخاطبة، كما كانت الاستعاذة ها هنا بصيغة المخاطبة، خلافًا لما شهبة إليه ابن شعبان من إفساده الصلاة بذلك.
قلت: ويتأول هذا الحديث أو يحمل على أنه كان قبل تحريم الكلام في الصلاة أو غيره أو غير ذلك.
فائدة. محل الدعاء من الصلاة مواطن منها بين التشهد والتسليم، وسيأتي [ومنها دعاء الاستفتاح بين تكبيرة الإِحرام وقبل قراءة الفاتحة، وقد سلف] (¬3) ومنها الدعاء في الركوع والسجود وسيأتي، ومنها الدعاء [في الجلوس] (¬4) بين السجدتين، وحديثه
مشهور، ومنها الدعاء في تلاوته فيها، وهو إذا مر بآية فيها سؤال سأل، وإذا مر بآية فيها تعوذ تعوَّذ.
¬__________
(¬1) زيادة من ن ب د.
(¬2) مسلم (542). وانظر: شرح النووي.
(¬3) في ن ب ساقطة.
(¬4) زيادة من ن ب د.