كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

عليه تبعًا، والحديث يدل على ذلك خصوصًا على مذهب المحققين في أن الآل كل المؤمنين.
واختلف أصحابنا في هذا المنع على أوجه:
أصحها: أنه للتنزيه لا للتحريم، لأنه شعار أهل البدع، وقد نهينا عن شعارهم، ولأن الصلاة في لسان السلف صارت مخصوصة بالأنبياء استقلالًا، كما أن قولنا: -عز وجل- مخصوص بالله -تعالى- فكما لا يقال: محمد عز وجل وإن كان عزيزًا جليلًا لا يقال أبو بكر أو علي صلَّى الله عليه وإن كان معناه صحيحًا.
وذهب الإِمام أحمد وجماعة: إلى جواز الصلاة على كل واحد من المؤمنين استقلالًا.
واحتجوا: بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ} (¬1)، وبقوله - عليه السلام -: "اللهم صل على آل أبي أوفى" فإنه - عليه الصلاة والسلام - كان إذا أتاه قوم بصدقتهم صلى عليهم" (¬2).
¬__________
(¬1) سورة الأحزاب: آية 43.
(¬2) البخاري في الزكاة (1497)، وفي المغازي (4166)، وفي الدعوات (6332) (6359)، باب: هل يصلي على غير النبي، ومسلم (1078) في الزكاة، وأبو داود (1590) في الزكاة، والنسائي (5/ 31)، والبيهقي في السنن (2/ 152، 4/ 157)، وابن حبان (917)، والطيالسي (819)، وأحمد (4/ 353، 355، 381، 388).
قال ابن حجر في الفتح (8/ 534): واستدل بهذا الحديث على جواز الصلاة على غير النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل قوله: "وعلى آل محمدًا" وأجاب من =

الصفحة 478