كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

بالأعمال والاعتقاد [في كونها موجبة للثواب وجوبًا عقليًّا (¬1).
وقال ابن الجوزي: المعنى هب ليس المغفرة تفضلًا] (¬2) وإن لم أكن أهلًا لها بعملي وهو قريب مما قبله أو هو هو.
الثاني عشر: [قوله: "وارحمني" الرحمة من الله -تعالى- عند المنزهين من الأصوليين عن التشبيه] (¬3) (¬4)، إما نفس الأفعال التي يوصلها الله -تعالى- من الإِنعام والإِفضال إلى العبد، وأما إرادة إيصال تلك الأفعال إلى العبد، فعلى الأول هي من صفات
الفعل، وعلى الثاني هي من صفات الذات.
تنبيهان:
الأول: المراد بالرحمة هنا زيادة الإِحسان على الغفران دفعًا
¬__________
(¬1) قال الصنعاني في حاشيته (3/ 43) على قوله: "وجوبًا عقليًا". أقول: يشير إلى إبطال ما عليه المعتزلة، من وجوب الثواب عقلًا، وليس هذا محلًّا للاستدلال على ذلك، ولا لتعيين الحق بمجرد دعوى ليس عليها دليل بذلك، والأليق بهذا المقام ما حررناه من التبرؤ من الأسباب. انظر: التعليق السابق ... إلخ.
(¬2) زيادة من ن ب د.
(¬3) في ن ب ساقطة.
(¬4) قوله: "والرحمة من الله عند المنزهين من الأصوليين". قال الصنعاني في حاشيته (3/ 43): أقول: الحق في مثل هذا المقام إبقاء الصفات على حقائقها وظواهرها ... إلخ. وقد مر بنا مبحث صفة الرحمة وما عليه أهل السنة والجماعة، فارجع إليه، رزقنا الله وإياك علمًا نافعًا وعملًا صالحًا.

الصفحة 507