كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

الكلام عليه من وجوه:
الأول: "إذا" منصوب بسبح، وهو لما يستقبل، ولا يدخل إلَّا على ما تحقق وقوعه بخلاف "إن"، فإنها تدخل على المشكوك في
وقوعه، ولهذا لو قال: "إذا دخلت الدار فأنت طالق" لم يكن حلفًا بخلاف "إن دخلت الدار فأنت طالق"، لكنه إذا وجد المعلق عليه فيهما وقع الطلاق لوجود الصفة، وفي "إذا" وجه أنه لا يقع لأنه لا يسمى حلفًا عرفا.
الثاني: الإِعلام بذلك قبل كونه من أعلام النبوة، روي أن هذه السورة نزلت أيام التشريق في حجة الوداع (¬1).
الثالث: الفرق بين النصر والفتح أن:
الأول: إعانة وإظهار على العدو، ومنه نصر الله الأرض: أغاثها.
الثاني: فتح البلاد: والمعنى نصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على العرب أو على قريش، وفتح مكة.
¬__________
(¬1) قال ابن حجر في الفتح (8/ 736): وقد سئلت عن قول الكشاف: إن سورة النصر نزلت في حجة الوداع أيام التشريق، فكيف صدرت بإذا الدالة على الاستقبال؟
فأجبت بضعف ما نقله، وعلى تقدير صحته فالشرط لم يكتمل بالفتح، لأن مجىء الناس أفواجًا لم يكن كمل، فبقية الشرط مستقبل، وقد أورد الطيبي السؤال وأجاب بجوابين: أحدهما: أن "إذا" قد ترد بمعنى إذ كما في قوله -تعالى-: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً} الآية. ثانيهما: أن كلام الله قديم وفي كل من الجوابين نظر لا يخفى.

الصفحة 515