كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

الرابع: قد تقدم في باب الجنابة الكلام على لفظ: "سبحان الله" وأنه من المصادر اللازمة للنصب، وأنه منصوب بإضمار فعل
لا يظهر.
الخامس: في الحديث مبادرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -[إلى] (¬1) امتثال ما أمره الله به، وملازمته [لذلك] (¬2) فكان يقول هذا الكلام البديع في الجزالة المستوفي ما أمر به في الآية، وكان يأتي به في ركوعه وسجوده، لأن حالة الصلاة أفضل من غيرها، فكان يختارها لأداء هذا الواجب الذي أمر به ليكون أكمل.
السادس: الباء في "بحمدك" متعلق بمحذوف، أي وبحمدك سبحت، وهذا يحتمل أن يكون أيضًا فيه حذف، أي وبسبب حمد الله
سبحت، ويكون المراد بالسبب هنا التوفيق والإِعانة على التسبيح.
السابع: قوله: "اللهم اغفر لي" فيه امتثال لقوله: "واستغفره" بعد امتثال قوله: "فسبح بحمد ربك" وسؤالُه المغفرة هنا مع أنه مغفور له هو من باب العبودية والإِذعان والافتقار.
الثامن: ظاهر اللفظ الثاني يقتضي جواز الدعاء في الركوع، ولا تعارض بينه وبين الحديث الآخر: "أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه [في] (¬3) الدعاء" فإنه دال على
¬__________
(¬1) في ن ب (في).
(¬2) في ن ب (كذلك).
(¬3) في الأصل (من)، وما أثبت من ن ب د.

الصفحة 516