كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

الكلام عليه من وجوه:
الأول: هذا السائل بحثت عن اسمه فلم أر أحد ذكره.
الثاني: "المنبر" مأخوذ من المنبر وهو الارتفاع، وفي صانعه أقوال، ذكرتها في (تخريجي لأحاديث الرافعي)، فراجعه منه (¬1).
الثالث: "مثنى مثنى" غير مصروف للعدل والوصف.
فإن قلت: القاعدة فيما عدل عن أسماء الأعداد، أنه لا يكرر أعني أنك تقول جاء في القوم مثنى ليس إلَّا من غير تكرير يريد اثنين اثنين، وكذا ثلاث ورباع ونحوها. قال -تعالى-: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (¬2).
فكيف جاء هذا الحديث [وما الحكمة] (¬3) في ذلك؟
والجواب: ما ذكره ابن الحاجب في (شرح المفصل) حيث قال: مثنى في الخبر [المبالغة] (¬4) في التوكيد، وكأنه قال: صلاة الليل: اثنتان اثنتان، فكرر أربع مرات، لأن مثنى بمنزلة اثنين مرتين، فإذا كررت اثنين اثنين، فالتكرار معنوي فلو كان لفظيًّا لكان سقوطه وثبوته واحدًا، وجاز تكرير مثنى، وإن تبح تكرير اثنين أربع مرات،
¬__________
= 71، 81)، والطبراني (13096)، وابن الجارود (143)، وابن نصر (127)، ووالترمذي (437) باب: ما جاء أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى.
(¬1) سيأتي في كتاب صلاة الجمعة.
(¬2) سورة النساء: آية 3.
(¬3) في ن ب (وما حكمه).
(¬4) في ن ب (للمبالغة).

الصفحة 522