كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

ثامنها: فيه دليل أيضًا على أن كلاًّ من التسميع والتحميد في محلهما، يشرعان لكل مصلٍّ جمعًا بينه وبين الحديث الآخر: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (¬1) وتخصيص جمعهما [بالإِمام خلاف الأصل وتخصيص] (¬2) من غير مخصص، وقد تقدم إيضاح ذلك في باب الإِمامة.
وأغرب المازري المالكي فقال: إن أراد صلاةً كان - صلى الله عليه وسلم - فيها إمامًا، [فذاك] (¬3) حجة للقول الشاذ عن مالك، أنه كان يرى أن يقول الإِمام اللفظين جميعًا، والمشهور أنه يقتصر على قوله: "سمع الله لمن حمده". هذا كلامه، وفيه بعض تحامل، فالظاهر أنه كان إمامًا.
تاسعها: قوله: "يهوي" هو بفتح الياء وكسر الواو أي يسقط إلى أسفل، ومنه الحديث: "فهو يهوي في النار" أي ينزل ساقطًا، وماضيه هوى -بالفتح-.
وزعم بعضهم أن صوابه: أهوى إلى الأرض، وليس ذلك بشيء، ويقال: هوى بمعنى: هلك ومات، ومنه قوله -تعالى-:
¬__________
(¬1) البخاري (628)، ومسلم (674)، والنسائي (2/ 9)، وأبو عوانة (1/ 331)، وأبو داود (589)، والترمذي (205)، وابن ماجه (979)، والبغوي (431)، والدارقطني (1/ 346)، والشافعي (1/ 129)، وابن خزيمة (397)، وأحمد (3/ 436)، والبيهقي (3/ 120).
(¬2) في ن ب ساقطة.
(¬3) في ن ب (فذلك)، ويوافق المعلم للمازري (1/ 392).

الصفحة 92