كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

قلت: وقول صاحب "الإِقليد": إنهُ لم يجيء في الأحاديث المشهورة ذكر [الدعاء عقب] (¬1) الصلاة فيه نظر. ففي "صحيح
مسلم" من حديث علي - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلَّم من الصلاة قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدِّم وأنت والمؤخر لا إله إلَّا أنت" (¬2).
وفي رواية له: أنه كان يقول هذا بين التشهد والتسليم (¬3).
وروى أبو داود والنسائي بإسناد صحيح (¬4) عن معاذ - رضي
¬__________
(¬1) زيادة من ن ب د.
(¬2) مسلم (771) كتاب صلاة المسافرين، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، وأبو داود (725) باب: ما يستفتح به الصلاة من الدعاء، والترمدي (3423)، كتاب الدعوات، وأحمد في المسند (1/ 94، 102، 103)، والمحلى لابن حزم (4/ 95، 96)، وأبو عوانة (2/ 100، 101، 102، 103)، والنسائي (2/ 129، 130)، وابن ماجة (864)، وابن الجارود (179)، والطيالسي (152)، والدارقطني (1/ 287، 296)، والبيهقي (2/ 74).
(¬3) قال ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 370): واختلف في وقت هذا الدعاء الذي في آخر الصلاة ففي سنن أبي داود كما ذكره هنا. قال: "وإذا سلم" قال: وفي صحيح مسلم روايتان، أحداهما: "ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللهم اغفر لي" إلى آخره، والرواية الثانية: "قال: وإذا سلم قال: اللهم اغفر لي" كما ذكره أبو داود.
(¬4) أخرجه أبو داود في الصلاة، باب: في الاستغفار (1522)، والنسائي في السهو، باب: نوع آخر من الدعاء (3/ 53)، وفي عمل اليوم والليلة =

الصفحة 13