كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

-تعالى- بالتوفيق للعمل الصالح والإِخلاص فيه وقبوله.
السابع عشر: في هذا دليل على أن الأسباب إنما تنفع بإذنه، وأنه متصرف فيها كسائر المخلوقات، لا تأثير لها في شيء من
الأشياء إلَّا بتقديره [وإذنه] (¬1).
الثامن عشر: فيه أيضًا دلالة على أن العمل لا أثر له إلَّا مع سبق العناية (¬2).
قال القاضي عياض: وقد ترجم البخاري على هذا الحديث وأدخله في كتاب "القدر" (¬3)، وكذا مالك أدخل هذه الكلمة في جامع
ما جاء في القدر (¬4) [فذكر] (¬5) أن معاوية كان يقول على المنبر: أيها الناس! إنه لا مانع لما أعطى الله [ولا معطي لما منع الله] (¬6) ولا ينفع ذا الجد [منه] (¬7) الجد، من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين. ثم قال: سمعت هذه الكلمة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذه الأعواد. وبهذا يستدل على أن هذا الحديث ليس جميعه مما تحمله معاوية بالمكاتبة، بل سمع بعضه منه - صلى الله عليه وسلم - (¬8).
¬__________
(¬1) في ن ب (وإذن له جلاجل له).
(¬2) أي عناية الله بعبده وتوفيقه للخير.
(¬3) البخاري كتاب القدر، باب: لا مانع لما أعطى الله.
(¬4) الموطأ (2/ 900).
(¬5) في ن ب (فقد ذكر).
(¬6) زيادة من ن ب د.
(¬7) في ن ب (منك).
(¬8) انظر: فتح البارى (2/ 332).

الصفحة 23