كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

التاسع عشر: قوله: ["منك" هو] (¬1) متعلق "بينفع"، "وينفع" متضمن معنى "يمنع". أو ما يقاربه، ولا يعود "منك" إلى "الجد" فإن
ذلك نافع نبه عليه الشيخ تقي الدين، وهو حسن (¬2).
العشرون: قوله: "وكان ينهى عن قيل وقال". قال الجوهري هما اسمان، يقال: كثر القيل والقال.
والأشهر فيه كما قال الشيخ تقي الدين (¬3). قيل -بفتح اللام- على سبيل الحكاية. وهو الذي يقتضيه المعنى لأن القيل، والقال إذا كانا اسمين بمعنى واحد كالقول ألم يكن من عطف أحدهما على الآخر] (¬4).
فائدة: وهذا النهي لا بد فيه من [تقييده] (¬5) بالكثرة التي
¬__________
(¬1) في ن ب (هو منك).
(¬2) إحكام الأحكام (3/ 69).
قال الخطابي -رحمنا الله وإياه- في أعلام الحديث (1/ 552): معنى "منك" ها هنا البدل. وساق الشاهد:
فليت لنا من ماء زمزم شربة ... مبردة باتت على الطهيان. اهـ.
والمعنى: أن المجدود لا ينفعه شك الجد الذي يستحقه، إنما ينفعه أن تمنحه منك التوفيق واللطف. وقال الجوهري: "من" بمعنى عند، أي عندك جده. اهـ، من الحاشية (3/ 68).
(¬3) إحكام الأحكام (3/ 70).
(¬4) العبارة هكذا: "فلا يكون في عطف أحدهما على الآخر كبير فائدة، بخلاف ما إذا كانا فعلين". اهـ، من فتح الباري (11/ 306).
(¬5) زيادة من إحكام الأحكام (2/ 91)، وفتح الباري (11/ 306).

الصفحة 24