كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

والمقيم: [الدائم] (¬1) الذي لا ينقطع أبدًا، جعلنا الله من أهله بمنه.
الثامن: في الحديث السؤال عن الأعمال المحصلة للدرجات العالية والنعيم الدائم والتوسعة في الغبطة وهو تمني أن يكون له مثل
ما لزيد مع بقاء نعمته عليه فإن تمنى زوالها إليه [فهو] (¬2) الحسد.
التاسع: قوله - عليه الصلاة والسلام -: "تدركون به من سبقكم" السبقية هنا يحتمل أن تكون في الغنى وهو السبق في الفضيلة.
وقوله: "من بعدكم" أي من بعدكم في الفضيلة على من لا يعمل هذا العمل، ويحتمل أن يراد القبلية الزمانية، والبعدية الزمانية.
قال الشيخ تقي الدين (¬3): والأول أقرب إلى السياق، فإن سؤالهم [كان] (¬4) عن أمر الفضيلة، وتقدُّمِ الأغنياء.
قلت: لعل مراده بالقبلية والبعدية من كان في زمنهم، وإلَّا ففضيلة هذه الأمة ثابتة على من سبقهم، وإن لم يقولوا هذا الذكر.
العاشر: قوله: "ولا يكون أحد أفضل منكم" يدل على ترجيح هذه الأذكار على فضيلة المال، وعلى أن تلك الفضيلة للأغنياء
¬__________
(¬1) زيادة من ن د.
(¬2) في ن ب د (فذلك).
(¬3) إحكام الأحكام (3/ 89).
(¬4) زيادة من ن ب د.

الصفحة 47