كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 4)

قال الباجي (¬1): ولم تقع الفتنة منه وكانت [صلاته] (¬2) كاملة.
ومعنى قوله: "آنفًا" الساعة.
السادس: بَعْثُهُ - عليه الصلاة والسلام - بالخميصة إلى أبي جهم وطَلَبُ أنبجانيته من باب الإِدلال عليه لعلمه بأنه [يْؤْثِرُ] (¬3) ذلك ويفرح به، ولا يلزم من بعثها إليه أن أبا جهم يصلِّي فيها. فإن حُلَّةَ عطارد بعث بها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر وقال: "لم أبعث بها إليك لتلبسها" (¬4). وفي لفظ "لم أَكْسُكَهَا لتلبسها"، على أن بعضهم نقل أن أبا جهم كان أعمى فالإِلهاء مفقود عنده، وبهذا يجاب أيضًا عما
¬__________
(¬1) المنتقى (1/ 180)، وأيضًا في شرح الزرقاني (1/ 202). أقول: ويؤيد ذلك رواية البخاري المعلقة (1/ 483) حيث لم يقع شيء من الإِلهاء أو يجمع بينهما: بحمل قوله "ألهتني" على قوله "كادت" فيكون إطلاق الأولى للمبالغة في القرب لا لتحقق وقوع الإِلهاء.
(¬2) في ن ب (الصلاة).
(¬3) في ن ب (ثور).
(¬4) انظر: البخاري (886)، ومسلم (2068)، وأبو داود (4040)، والبغوي (3099)، وأحمد (2/ 20، 146)، وابن ماجه (3591)، والبيهقي (2/ 422) (3/ 375)، والنسائي (8/ 198)، والطيالسي (1937).
وعطارد: هذا هو ابن حاجب بن زرارة بن عديس كان من جملة وفد تميم أصحاب الحجرات، وقد أسلم وحسن إسلامه، واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على صدقات قومه، وكان أبوه من رؤساء نبي تميم في الجاهلية، وقصته مع كسرى مشهورة في رهنه قوسه عوضًا عن جمع من العرب عند كسرى حتى ضرب المثل بقوس حاجب، وهذه الحلة ثوب ديباج كساه إياه كسرى.

الصفحة 67