وصح أنهما أعني ركعتي الضحى تجزىء عن الصدقات التي تصبح في كل يوم على مفاصل ابن آدم، وهو ثلاثمائة مفصل وستون كما أخرجه مسلم (¬1)، ولا شك أن عدد ركعات صلاة الضحى له أكثر؟ وأقل وأوسط وأكثره ثمان، وقيل: اثني عشر ركعة (¬2) , وبه جزم في "المنهاج" تبعاً "للمحرر"، وهذا الحديث بيان لأقلها، وهو ركعتان والوسط ما بينهما, وله [درجات] (¬3) منها أربع.
ولا شك في سنية صلاة الضحى كما قررناه، وعدم مواظبته -عليه الصلاة والسلام- لا يدل على عدم استحبابها، فإن الاستحباب بقوم بدلالة القول، وليس من شرط الحكم أن تتضافر عليه الأدلة، بل ما واظب - صلى الله عليه وسلم - عليه تترجح مرتبته على هذا وعلى ما لم يواظب عليه ظاهر.
نعم قال الماوردي من الشافعية (¬4): أنه لما صلاها يوم الفتح ثمان ركعات أنه آخر [مما] (¬5) روي عنه من فعلها، وأنه واظب على
¬__________
(¬1) مسلم في صلاة المسافرين (722)، وأبو داود في الصلاة، باب: صلاة الضحى (2/ 26، 27) (4/ 362)، وأحمد في المسند (5/ 167، 168).
(¬2) انظر: كتاب الصلاة والتهجد لابن الخراط (248)، وتحفة المنهاج إلى أدلة المنهاج لابن الملقن (1/ 411)، والسنن الصغرى (1/ 488)، وفتح الباري (3/ 54).
(¬3) زيادة من ن ب د.
(¬4) الماوردي في الحاوي الكبير (2/ 286).
(¬5) في ن ب د (ما).