ثالثها: أنه -عليه الصلاة والسلام- قبض منه صدقة العام الذي شكاه فيه العامل وتعجيل صدقة عام ثان، فقال: "هي عليّ ومثلها معها" (¬1).
رابعها: أنه -عليه الصلاة والسلام- تحمل الصدقة وأداها عنه السنتين، ولذلك قال: "إن عم الرجل صنو أبيه" (¬2).
خامسها: يحتمل أنه تبرع بزيادة على ما وجب على العباس إكراماً له، ويعضده آخر الحديث. وأما رواية البخاري السالفة: "هي عليه صدقة ومثلها معها"، فقال البيهقي (¬3): يبعد أن تكون محفوظة لأن العباس كان من جملة بني هاشم الذين تحرم عليهم الصدقة.
وقال غيره: لعل ذلك قبل تحريمها على آله - صلى الله عليه وسلم -، ورأى -عليه الصلاة والسلام- إسقاط الزكاة عامين لوجه رآه.
وقال القرطبي: هي نص في أنه تركها له ومثلها، وذلك لأنه
¬__________
= المعرفة (6/ 82)، والسنن الكبرى (4/ 111)، وتلخيص الحبير (2/ 162)، وقد ضعفه في الفتح (3/ 334).
(¬1) قال البغوي -رحمنا الله وإياه- في شرح السنة (6/ 35): أن يكون قد قبض منه صدقة ذلك العام الذي شكاه فيه العامل، وتعجَّل صدقة عام ثانٍ، فقال: هي عليَّ، أي الصدقة التي قد خلت، وأنت تطالبه بها مع مثلها من صدقة عام لم يحلَّ، فيكون قد أخذ صدقة أحد العامين بعد محلها، واستعجل صدقة العام المقبل. اهـ.
(¬2) قال ابن دقيق العيد في الأحكام (3/ 306): فإن في هذه اللفظة إشعاراً بما ذكرناه، فإن كونه صنو الأب: يناسب تحمل ما عليه.
(¬3) السنن الكبرى (4/ 111).