كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 6)

الوجه الرابع: قوله: "هن" يريد المواقيت.
وقوله: "لهن" يريد الأماكن المذكورة، وإن كان المراد أهلها فهو من واوي قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (¬1) وكان الأصل أن يقول: هن لهم لأن المراد الأهل وقد جاء ذلك في بعض روايات البخاري ومسلم وكذا رواه أبو داود وغيره.
قال القاضي (¬2): وهو الوجه لأنه ضمير أهل هذه المواضع المذكورة وكذا ذكره مسلم في رواية ابن أبي شيبة قال: ووجه الرواية المشهورة [أن الضمير في "لهن" عائد على الأماكن المذكورة أي المواقيت لأهلها] (¬3) فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه [قلنا هذه القاعدة من النفائس] (¬4).
الخامس: "هن" ضمير جماعة المؤنث العاقل في الأصل وقد يعاد على ما لا يعقل وأكثر ما يستعمله العرب فيما دون العشرة وما جاوزها استعملته بالهاء والألف قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} (¬5) أي من الاثني ثم قال: {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} أي في هذه الأربعة وقيل: في الجميع حكاه القاضي وهو شاذ.
¬__________
(¬1) سورة يوسف: آية 82.
(¬2) إكمال إكمال المعلم (3/ 298).
(¬3) في ن هـ ساقطة. انظر: شرح مسلم (9/ 83)، وذكره في إكمال إكمال المعلم (3/ 298).
(¬4) زيادة من ن هـ.
(¬5) سورة التوبة: آية 36.

الصفحة 20