كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 6)

وأشهد من عوف حُلُولاً كثيرةً ... يَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبرِقانِ [المزعفرا] (¬1)
يريد أنهم [يقصدونه] (¬2) في أمورهم ويختلفون إليه في حاجاتهم مرة بعد أخرى قال: وقد استدلوا بهذا المعنى على إيجاب العمرة [وقالوا: إذا كان الحج قصد فيه تكرار، فإن معناه لا يتحقق إلاَّ بوجوب العمرة] (¬3)، لأن القصد في الحج إنما هو مرة واحدة لا يتكرر انتهى (¬4).
هذا الاستدلال مردود فإنه لا يلزم من تكرار الحج وجوبه قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} (¬5) أي يرجعون إليه ويتقربون في كل عام ولأن الحاج يكون وروده على البيت عند القدوم وعند [الإِفاضة] (¬6) وعند الوداع وذلك غير ما يشتغل به [من] (¬7) الطواف فالتكرار حاصل بلا إشكال.
قال القاضي عياض: والحج أيضاً العمل.
¬__________
(¬1) في الأصل (المرعف)، والتصحيح من ن هـ، ولسان العرب (3/ 52)، وفي اتفاق المباني (206) المعصفرا، والبيت للمخبل السعدي.
(¬2) في ن هـ (يقصدنهم)، وما أثبت يوافق ما في معالم السنن للخطابي (2/ 275)، ولسان العرب (3/ 52).
(¬3) في ن هـ ساقطة، وما أثبت يوافق ما في معالم السنن (2/ 53).
(¬4) معالم السنن (2/ 276).
(¬5) سورة البقرة: آية 125.
(¬6) في ن هـ (الأضافة).
(¬7) في ن هـ (في).

الصفحة 8