كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 9)

ذلك النووي في "مبهماته" (¬1) إلى مسند أبي يعلى، وتبعه تلميذه ابن العطّار في "شرحه"، وهو غريب، فقد أخرجه مسلم في الحدود والبخاري (¬2) في باب إذا أحرق المسلم هل يحرق؟ فعزوه إليهما أولى.
خامسها: "اجتووا" بجيم ثم مثناة فوق؛ وهو مشتق من الجوا، وهو داء في الجوف، ومعناه: استوخموها كما جاء مفسرًا في الرواية الأخرى في الصحيح: "فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم"، أي لم توافقهم وكرهوها لسقم أجسامهم. يقال: اجتوى البلد إذا كرهها. واستوخمه واستوبله: إذا سقم فيه عند دخوله، ومنهم من فرَّق بين اجتوى واستوبل، يقال: اجتوى البلد إذا كرهها، وإن كانت موافقة، واستوبلها إذا لم توافق وإن اجتواها (¬3). وقد وقع كذلك في بعض نسخ الكتاب.
وفي الصحيح (¬4): "قدم نفر من عرينة فأسلموا وبايعوا، وقد وقع بالمدينة الموم"، وهو البرسام، أي وهو نوع من اختلال يُطلق
¬__________
(¬1) المبهمات للنووي (539). أقول: عزاه للبخاري فقط مع أبي يعلى دون مسلم.
(¬2) انظر تخريج حديث الباب.
(¬3) العبارة هكذا في غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 174). قال أبو زيد: اجتويت البلاد إذا كرهتها وإن أنت موافقة لك في بدنك، واستوبلتها إذا لم تكن توافقك في بدنك، وإن كنت محبًا لها، اهـ. انظر مادة "جوا" وأيضًا "وبل" في النهاية.
(¬4) في الأصل زيادة قد.

الصفحة 134