كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 9)

أنهم قتلوا يسارًا مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم مثلوا به. فلو ذكر ابن الجوزي هذا كان أقرب إلى مقصوده مما ذكره من حديث سمل الأعين ققط على أنه أيضًا بعد ذلك يبقى نظر في بعض ما حكى في القصة.
قلت: [وقد] (¬1) سلف أنهم مثلوا به وغرزوا الشوك في لسانه وسمروا عينه.
ونقل القرطبي في "مفهمه" (¬2) عن أهل التواريخ والسير أنه -عليه الصلاة والسلام- إنما قطع أيديهم وأرجلهم لأنهم فعلوا كذلك بالراعي.
قالوا: وأدخل الشوك في عينيه حتى مات وأدخل المدينة ميتًا. وفي "النسائي" أنه -عليه الصلاة والسلام- صلبهم أيضًا. وقال ابن شهاب بعد أن ذكر قصتهم: ذكروا والله أعلم أنه -عليه الصلاة والسلام- نهى بعد ذلك عن المثلة، فالآية التي في سورة المائدة {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (¬3) الآية. وفي رواية فما مثّل نبي الله قبل ولا بعد ونهى عن المثلة. وقال: "لا تمثلوا بشيء"، وفي رواية من حديث جرير بإسناد ضعيف (¬4)، من حديث جرير فكره -عليه الصلاة والسلام- سمل الأعين فأنزل الله آية المحاربين.
¬__________
(¬1) في هـ ساقطة.
(¬2) المفهم (5/ 19).
(¬3) سورة المائدة: آية (33).
(¬4) أخرجه الطبري في تفسيره (10/ 247)، وهو حديث ضعيف لأن فيه الربذي ضعفه ابن كثير في تفسيره (2/ 53)، وابن حجر في الإصابة في ترجمة جرير بن عبد الله البجلي.

الصفحة 144