كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 9)

وقوله: "كان عسيفًا على هذا" معناه: لهذا، والحروف يقوم بعضها مقام بعض كقوله تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}، أي: عليها.
وقوله: "فافتديت منه"، أي: من الرجم.
"والوليدة" الأمة وجمعها ولائد وقد سلف في اللعان واضحًا.
وقوله: "لأقضين بينكما بكتاب الله"، أي: بحكم الله كما سلف، وقيل: هو إشارة إلى قوله تعالى: {أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15)}، وفسر - صلى الله عليه وسلم - السبيل: بالرجم في حق المحصن وبالجلد والتغريب في حق غيره كما أخرجه مسلم (¬1) من حديث عبادة، وإن كان فيه ضم الجلد إلى الرجم أيضًا في حق المحصن، وسيأتي اختلاف العلماء فيه.
وقيل: هو إشارة إلى أنه "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة" هو مما نسخت تلاوته وبقي حكمه. فعلى هذا يكون الجلد قد أخذ من قول الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا} (¬2) وقيل: المراد [بعض] (¬3) صلحكما الفاسد لأنه أكل المال بالباطل وكتاب الله مصرح بالنهي عنه.
وقوله: "الوليدة والغنم رد"، أي: مردودة عليك. وأطلق
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم (1690)، وأحمد (5/ 313)، والترمذي (1334)، وأبو داود (4416)، وقد جاء تفسير السبيل بالحد كما ذكره أبو داود عن مجاهد باب في الرجم (4252).
(¬2) سورة النور: آية 49.
(¬3) زيادة من ن هـ.

الصفحة 154