واثنان في النار" (¬1) رواه الأربعة وقال الحاكم صحيح الإِسناد.
ومنها قوله -عليه الصلاة والسلام-: "من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين" (¬2) حسنه الترمذي مع الغرابة، وقال الحاكم: صحيح الإِسناد مع أن بعض العلماء يؤول هذا للمدح وقال لاجتهاده في طلب الحق، والظاهر أنه على الذم لعجزه غالبًا عن القيام وعدم المعين له على الحق. ومنها قوله -عليه الصلاة والسلام- لأبي ذر: "لا تأمرن على اثنين" (¬3) متفق عليه. ومنها قوله: "إنكم ستحرصون على الإِمارة وستكون ندامة يوم القيامة، فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة" (¬4). رواه البخاري.
ومن أصحابنا من قال: القضاء من أعلى القربات، ومنهم إمام الحرمين وابن الصباغ، والأحاديث المحذرة منه محمولة على الخائن أو الجاهل بدليل الحديث السالف القضاة ثلاثة. وقال ابن الصباغ: الأحاديث المحذرة دالة على عظم قدره حتى لا يقدم عليه من لا يثق بنفسه، ويحمل حديث عبد الرحمن بن سمرة وما في معناه كحديث
¬__________
(¬1) أبو داود (3573)، الترمذي (1322)، ابن ماجه (2315)، وصححه الحاكم (4/ 90) ووافقه الذهبي.
(¬2) أخرجه أحمد (7145) ,الترمذي (1325)، أبو داود (3571، 3572)، ابن ماجه (2308).
(¬3) مسلم (1826)،النسائي (6/ 255)، أبو داود (2868)، البيهقي (3/ 129).
(¬4) البخاري (7148)،النسائي (7/ 162)، (8/ 225)، البغوي (2465)، البيهقي (3/ 129)، (10/ 95)، أحمد (2/ 448، 476).