كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 9)

ورمى بما رمي لأجل ذلك ثم علمه الله بقوله: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ} الآية. فكان بعد ذلك يستعمل هذه الكلمة حتى في الواجب.
وقوله: "وطاف بهن" في بعض روايات البخاري: "فأطاف بهن" وقد تقدم أنها لغتان.
وقوله: "نصف إنسان". قيل: إنه الجسد الذي ذكر الله أنه ألقي على كرسيه. وفي مسلم "شق غلام" وفي لفظ: "بشق رجل" وفي بعض طرق البخاري: "فلم يحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا إحدى شقيه".
وقوله: "لو قال إن شاء الله" إلى آخره، هذا محمول إلى أنه -عليه الصلاة والسلام- أوحي إليه بذلك في حق سليمان لا أن كل من فعل هذا لم يحصل له هذا. وفي بعض طرقه في الصحيح: "وأيم الله الذي نفس محمَّد بيدِه لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله". وهذا من خصائص نبينا -عليه الصلاة والسلام- في اطلاعه على أخبار الأنبياء السالفة والأمم الماضية.
وقوله: "وكان دركًا لحاجته" هو بفتح الراء اسم من الإِدراك، أي: لحاقًا. قال تعالى: {لَا تَخَافُ دَرَكًا} (¬1). المعنى أنه كان يحصل له ما أراد. وفي رواية للبخاري: "وكان أرجى لحاجته".
الوجه الثالث: في فوائده وأحكامه:
الأولى: قصد فعل الخير وتعاطي أسبابه.
¬__________
(¬1) سورة طه: آية 77.

الصفحة 267