كتاب الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (اسم الجزء: 9)

وقال مالك والأوزاعي: لا يصح الاستثناء في شيء من هذا إلا اليمين بالله تعالى.
وقال الحسن: يصح فيها وفي العتق والطلاق خاصة.
قال الشيخ تقي الدين (¬1): فرّق مالك بين الطلاق واليمين بالله تعالى، وإيقاعه الطلاق بخلاف اليمين بالله, لأن الطلاق حكمًا قد شاءه الله مشكل جدًا.
قلت: وبعض متأخري المالكية استدل بقوله -عليه الصلاة والسلام-: "من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت". فاليمين المشروعة هي بالله تعالى فانصرف الاستثناء في هذا الحديث وغيره إليها بخلاف غيرها فإنها لم تشرع فلا ينصرف الاستثناء إليها.
تنبيه:
المشيئة ترد على أوجه:
أحدهما: إلى الفعل المحلوف عليه، مثلًا كقوله: "لأدخلن الدار إن شاء الله" وأرد رد المشيئة إلى الدخول، أي: إن شاء الله دخولها. وهذا هو الذي ينفعه الاستثناء بالمشيئة ولا يحنث إن لم يفعل.
ثانيها: أن ترد إلى نفس اليمين، فلا ينفعه الرجوع، لوقوع اليمين وتيقن مشيئة الله تعالى.
ثالثها: أن يذكره على سبيل الأدب في تفويض الأمر إلى مشيئة
¬__________
(¬1) إحكام الأحكام (4/ 397).

الصفحة 271