كتاب إكفار الملحدين في ضروريات الدين

جميع الضلالات، وكل كفر منه، كما إن تصديق الرسل أصل جميع شعب الإيمان، وجماع مجموع أسباب الهدى.
قد يعمد الساب فينقل السب عن غيره ويتخذه دغلاً ودريةً لإظهاره وإشاعته، فيتم له هذا الغرض، وهو من كفر خفى يظهر من نفثات صدره وفلتات لسانه، ومن مرض مزمن في قلبه أفسد بطنه وباطنه، وورى ريته وجوفه.
ولهذا نظائر في الحديث إذا تتبعت، مثل الحديث المعروف عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: "إن أخاه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: جيراني على ماذا أخذوا؟ فأعرض عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن الناس يزعمون أنك تنهى عن الغي وتستخلي به، فقال: لئن كنت أفعل ذلك إنه لعلي وما هو عليهم، خلوا له جيرانه". رواه "أبو داؤد" بإسناد صحيح. فهذا وإن كان قد حكى هذا القذف عن غيره فإنما قصد به انقاصه وإيذاءه بذلك، ولم يحكه على وجه الرد على من قاله، وهذا من أنواع السب.
قلت: وهذا لفظ "المسند"، وفي لفظ آخر له: "إنك تنهى عن الشر وتستخلي به" وكذلك في "كنز العمال" عن عب.
وقال أصحابنا: التعريض بسب الله وسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردة، وهو موجب للقتل كالتصريح. "الصارم".
وقد قرره وحرره، ومثل للتعريض بأمثله، ونقل الاتفاق على

الصفحة 105