كتاب إكفار الملحدين في ضروريات الدين

ويعجل إلى الهاوية أمه. "شفاء مع شرح الخفاجي" ملتقطاً.
فصل: الوجه السادس أن يقول القائل ذلك حاكياً عن غيره، وآثراً عن من سواه، فهذا ينظر في صورة حكايته وقرينة مقالته، ويختلف الحكم باختلاف ذلك. "شفاء".
وقد ذكر بعض من ألف في الإجماع إجماع المسلمين على تحريم رواية ما هجى به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكتابته وقراءته، وتركه متى وجد دون محر. "شفاء".
وقد قال أبو عبيد القاسم بن سلام: من حفظ شطر بيت مما هجى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو كفر. "شفاء". وذكر أنه كنى في كتبه عن اسم المهجو بوزن اسمه.
قلت: وهذا الملحد إذا أتى على ذكر عيسى عليه السلام استشاط. غيظاً، ولم يملك نفسه، فيسترسل في مثاليه بالهمز واللمز، ويبسطه كل البسط. وبلفته كل اللفت، ثم يتستر بكلمة خفية، ربما لا ترى، فيقول على قول النصارى مثلاً، وفي أثناء كلامه قوله: والحق أن عيسى لم يصدر منه معجزة، وإنما كان عنده عمل السيميا، ويقول عارضه سوء قسمته، إذ كان هناك حوض يستسقى منه الناس، يعني فهذا يقدح في معجزاته، فجعله بقوله والحق تحقيقاً عنده، ومع هذا يقول أتباعه أنه على طريق الإلزام، والعلماء لما سلكوا هذا الطريق جعلوا الدعوى أن كتبهم محرفة، إذ يوجد فيها ما يخالف عصمة الأنبياء، وهذا الملحد جعل الدعوى خيبة عيسى، وعدم نجحه - والعياذ بالله - وجعل يشيعه ويبذل مهجته فيه، و

الصفحة 107