كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 1)

قال فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحج من العام القابل الذي حج فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع مشرك. وأنزل الله تعالى في العام الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين: {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا، وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء} الآية.
وكان المشركون يوافون بالتجارة، فينتفع بها المسلمون، فلما حرم الله تعالى على المشركين أن يقربوا المسجد الحرام، وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عليهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها، فقال الله تعالى: {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء} ثم أحل في الآية التي تتبعها الجزية، ولم تؤخذ قبل ذلك، فجعلها عوضا مما منعهم من موافاة المشركين بتجاراتهم، فقال عز وجل: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} الآية.
فلما أحل الله ذلك للمسلمين: عرفوا أنه قد عاضهم أفضل مما خافوا ووجدوا عليه، مما كان المشركون به يوافون به من التجارة].
هذا الحديث هو من كلام أبي هريرة على ما اشتمل (11/ أ) من حكاية الحال بمجموع ما اشتملت عليه الروايات عنه، إلا أنه يشير من الفقه المستند إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
* أن العهود لا يباح نقضها إلا بعد نبذها والإعلان بالخروج منها؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان بينه وبين المشركين عهد، أعلن نبذ عهدهم إليهم في موسم يجمع

الصفحة 65