كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 1)

هذه الدنيا أنه غير ضار له في دينه ولا قادح في إيمانه، لقول أبي هريرة: (فعاضهم أفضل مما خافوا).
* وفيه أيضا من الفقه في قول الله عز وجل: {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله} ولم يقل فسوف يخلف الله عليكم، وكان يقف الخلف على قدر المخلف فقط، وذكر الغنى عام وشامل، والعيلة الفقر.
* وفي الحديث أيضا من حسن التنبيه أنهم لما احتسبوا بما انقطع عنهم من ربح تجار المشركين، عاضهم الله عز وجل بما يأخذونه من أموالهم بعينها من الجزية، قهرا جهرا بغير عوض ولا ثمن، حلالا طيبا.
* وفي هذا من الفقه رفع ما كان في الجاهلية من طواف الرجل والمرأة حول البيت عراة، وكان ذلك سيرة لهم؛ فأزاله الله بالإسلام مع ما أزال الله سبحانه من مقابح الجاهلية.
* وقد يجوز أن يكون في هذا الحديث من نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخفي إلى خلافة أبي بكر بعده حتى أمره على الحاج قبل حجة الوداع فارقا بين الحق والباطل.
- 5 -
الحديث الخامس:
[عن أبي هريرة أيضا قال: لما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم -، واستخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر- بعده- من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله)؟؛ فقال أبو بكر: لأقاتلن من فرق بين الصلاة

الصفحة 67