كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 1)

صلى أبو بكر الظهر، أقبل على الناس يعذر عليا ببعض ما اعتذر به، ثم قال علي، فعظم من حق أبي بكر، وذكر فضله وسابقته ثم قام إلى أبي بكر فبايعه، فأقبل الناس على علي فقالوا: أصبت وأحسنت، وكان المسلمون إلى علي قريبا، حين راجع الأمر المعروف].
* في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا نورث) ولهذا الحديث عمل أبو بكر؛ وأما عثمان فروى ابن جرير عنه أنه كان يرى أن مال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعده للقيم (13/ ب) بأمر المسلمين، وأما دفعه فقد دفعه عمر إلى علي والعباس رضي الله عنهما ولاية، ومن هنا يتأول ما في هذا الحديث من قوله: (فغلبه علي عليها) أي على الولاية.
وقال المفسرون في قوله تعالى: {وورث سليمان داود} أي ورث العلم والحكمة.
وقال ابن جرير: في هذا الحديث ما يدل على جواز اقتناء الأموال الفاضلة عن الكفاية، وليس الفقر أفضل من الغنى بدليل هذا الحديث لأنه روي من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا يقتسم ورثتي دينارا، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فهو صدقة).

الصفحة 71