لكون الذهب مناسبًا لون الأنوار، فلو كان من فضة لأثر لمخالفته في لون الأنوار، وهذا مما يدل على شرف مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن الفرق ما بين سدرة المنتهى وشجرة موسى عليه السلام فرق ما بين المنزلتين.
* وقوله: (وأعطي الصلوات الخمس) وهذا مختصر وسيأتي في حديث المعراج مشروحًا وأنها كانت خمسين وإنما ردت إلى خمس وجعل لها ثواب الخمسين، وأما خواتيم سورة البقرة فإنها من عتيد النعم، لأنها ليس في القرآن ما اتصلت فيه الأدعية أكثر منها لأنه قال سبحانه فيها: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} إلى آخر الآية، فجمعت الاستعاذة من النسيان والخطأ وحمل الإصر وإن كان حمله من كان قبلنا، والاستعاذة من تحمل ما لا طاقة لنا به ثم طلب العفو وإرداف ذلك بطلب المغفرة، ثم بسؤال الرحمة ثم ختم ذلك كله بسؤال النصر على القوم (155/ أ) الكافرين، وكأن الله تعالى بإنزال هذا علمهم أن ادعوني بكذا وكذا، أفيظن ظان أن الله تعالى لقننا هذا الدعاء لندعوه به إلا وهو سبحانه يجيب حتمًا، إن الله على ما يشاء قدير.
* وقوله في الحديث: (غفر لمن لا يشرك بالله من أمته شيئًا المقحمات) يعني المقحمات في النار، وإذا غفر تلك غفر ما دونها، والحمد لله رب العالمين.
-331 -
الحديث الثاني والعشرون:
[عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)].