كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 2)

* الذي أراه في هذا من الفقه أن سبعين ألفًا في سبعين ألفًا، أربعة آلاف ألف ألف وتسع مائة ألف ألف يجرونها إليهم من ثقلها وتغيظها فهؤلاء الملائكة يكفون أذاها أن يصيب بريئًا أو يؤذي من ليس من أهلا.
-332 -
الحديث الثالث والعشرون:
[عن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد، ففر الصبيان وجلس ابن صياد، فكأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كره ذلك فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تربت يداك، أتشهد أني رسول الله؟ فقال: لا بل تشهد أني رسول الله؟ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ذرني يا رسول الله! حتى أقتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن يكن الذي ترى، فلن تستطيع قتله).
وفي رواية أبي معاوية: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قد خبأت لك خبا فقال: دخ. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (اخسأ (155/ ب) فلن تعدو قدرك.
والذي أراه في هذا الحديث أن الذي قدره الله من ذلك كان إحدى دلائل نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أظهر لأصحابه أنه يضمر سورة الدخان فلما نطق بذلك سمعه شيطان ابن صياد مسترقًا لقوله فلم يبد إلى ابن صياد من ذلك سوى الدخ، وإنما كان مقصود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذكره لأصحابه سورة الدخان، من أجل أن آية الدخان من الآيات المعجلة في الدنيا، كما سبق ذكره في هذا المسند، فأراد أن يعلمهم أن هذا ابن صياد مبطل لأنه لو كان

الصفحة 120