كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 2)

البصيرة، فلو قد طلعت عليه شمس من نور الإيمان لأضاءت له البصيرة، فأبصر ما لم يره من قبل.
* وقد دل هذا الحديث على أن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيطانًا. وقوله: (فأسلم) يجوز أن يكون مرويًا بالنصب على معنى أسلم الشيطان، ويجوز أن يكون بضمها والمعنى أسلم أنا منه.
-334 -
الحديث الخامس والعشرون:
[عن عبد الله، قال: قالت أم حبيبة- زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - اللهم أمتعني بزوجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأبي، أبي سفيان، وبأخي معاوية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئًا قبل حله، ولو كنت سألت الله ان يعيذك من عذاب في القبر أو عذاب في النار لكان خيرًا وأفضل).
قال: وذكرت عنده القردة- قال مسعر: وأراه قال- والخنازير مما مسخ فقال: (إن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلًا ولا عقبًا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك).
وفي رواية: فقال رجل يا رسول الله! القردة والخنازير، هي مما مسخ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله تعالى لم يهلك أو يعذب قومًا فيجعل لهم نسلًا)].
* في هذا الحديث من الفقه أن الإنسان إذا دعا الله عز وجل فينبغي أن يتخير المسألة ويغتنم وقت الطلب من الله عز وجل فيصرف السؤال فيه إلى أهم الأمور

الصفحة 122