كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 2)

-337 -
الحديث الثامن والعشرون:
[عن عبد الله قال: من سره أن يلقى الله غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق، معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف].
* فيه من الفقه الحض على حضور الجماعة في المساجد وأنها دالة على من يحافظ عليها في المساجد أنه بريء من النفاق، وإنها لكذلك.
* إن الإنسان يجمع في حضوره المسجد بين السعي إلى ذكر الله تعالى، وبين التعرض للقاء الإخوان، وبين التعلم ممن هو أعلم منه، والتعليم لمن هو دونه في التعلم، وبين عمارة المسجد بالجلوس فيه، وبين تكثير سواد المصلين، علمًا أن ثوابهم يكثر بحسب كثرة عددهم إلى غير ذلك، وقد ذهب شرح قوله: (يهادى بين رجلين).

الصفحة 125