-338 -
الحديث التاسع والعشرون:
[عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكنه أخي وصاحبي، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلًا.
زاد في بعض الروايات: (ألا إني أبرأ إلى كل خل من خله).
وفي رواية: (ولو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا، لاتخذت ابن أبي قحافة خليلًا ولكن صاحبكم خليل الله].
* في هذا ما يدل على أن الخلة أرفع المقامات، وقد ذكر (157/ ب) بعض الحكماء أنها المقام الأعلى للمحبين لله سبحانه، واستدل في أنه يعود الأمر في إرادة الله تعالى وإرادة عبده واحدًا كما قال الله عز وجل {والله ورسوله أحق أن يرضوه} وأشار إلى هذا المعنى أبو طالب المكي في كتابه، واستشهد عليه بقول الشاعر:
ما الخل إلا من أود بقلبه.
* وقوله: (لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا) يدل على شرف أبي بكر رضي الله عنه، وأنه لم يمنع من أن يتخذه خليلًا إلا أن الله تعالى اتخذ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - خليلًا، كما اتخذ إبراهيم خليلًا، فإن الخلة أكثر من الأخوة لقوله - صلى الله عليه وسلم - (ولكنه أخي)، وسنوسع القول في هذا إن شاء الله تعالى.