الحديث الثلاثون:
-339 -
[عن عبد الله قال: إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قال: (ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة، القالة بين الناس).
زاد البرقاني في رواية (وإن شر الروايا روايا الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، ولا يعد الرجل صبيه ثم لا ينجزه)).
* في هذا الحديث من الفقه أنه إذا كان النمام قد أخبر بالسوء دون الحسن، وغلظ ما حكاه من القبيح، فهو شر ممن يحكي ما جرى على صورته. وأن هذا العضه ينتشر فيصير قالة بين الناس، ويكون حوبها على العاضه في كل ما ينتشر من طريقه إذا كان عضها بالباطل لا بالحق.
* وقوله: (أن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل) يتضمن أنه لا يحل أن يكذب الإنسان هازلا، فإن مزح فلا يقل إلا الحق، وعلى هذا فإنه يستحب أن لا يعد الرجل طفله بشيء إلا ويفي به له، لتعتاد نفسه الوفاء بما ينطق به لسانه حتى لصبيه وهكذا، فلا مجرى فيما يتمسح به الناس، فقد روي أن أخت الربيع بن خيثم رأت صبيًا للربيع فنادته: يا ابني، فقال لها الربيع أرضعتيه؟ فقالت: لا، فقال لها: (فقولي يا ابن أخي).
* وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنس: يا بني؛ فلأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنما أنا لكم كالوالد) فهو أبو الأمة (158/ أ) وأزواجه أمهاتهم.