-340 -
الحديث الحادي والثلاثون:
[عن عبد الله ان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى)).
* في هذا الحديث ما يدل على أن المهدي هادي الهدى، وقد سأل من الله عز وجل (الهدى).
* فيه أيضًا جواز أن يكون سأل الهدى لأمته إلى يوم القيامة، فإن الهدى مما قال الله عز وجل فيه: {إن علينا للهدى}].
* وقد سأل - صلى الله عليه وسلم - مع الهدى (التقى) وهذه التاء في التقى مبدلة من الواو، والتقوى نطق قد تكرر في القرآن، وأصل التقوى تقوى الشرك ثم ترتفع في الدرجات فهي كلمة شاملة إلا أنها راجعة إلى الحذر.
* ثم سأل - صلى الله عليه وسلم - (العفاف)، والعفاف قد يكون منه العفاف عن الرذائل على كثرتها، ومنه العفاف عن أموال الناس، ومنه العفاف عن سؤال الأجر على تبليغ الحق، ومنه العفاف الذي يؤدي إلى العون عما لا يحل من النظر فما فوقه، ومنه العفاف عما جاوز الكفاية بالمعروف في كل معنى.
* ثم سأل - صلى الله عليه وسلم - (الغنى) وقد جاء عنه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (الغنى غنى النفس) وكذلك هو. وهو الذي سأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن الغنى مطلق ينصرف إليه، إذ غنى الأعراض قد يكون فقرًا من وجوه كثيرة؛ منها الاشتغال بها، والخدمة لها، والحاجة إلى دوامها وغير ذلك.