كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 3)
* في هذا الحديث دليل على أن الحدود لا تستوفى بالنار، فإن رأى الإمام أن اعتماد ذلك يزيد الإمام فخامة في قلوب الزائغين، فقد روي أن أبا بكر رضي الله عنه قذف بعض أهل الردة في النار.
* وفيه أن الزنادقة قد بدلوا دين الله، فكل من ينكر البعث فحكمه حكم الزنديق. قال ابن دريد وقال أبو حاتم: الزنديق فارسي معرب.
-1149 -
الحديث الرابع والثمانون:
(عن ابن عباس قال: قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما أمر وسكت فيما أمر {وما كان ربك نسيًا}، و {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}).
* هذا محمول من ابن عباس على الجهر والإخفات في الصلوات، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهر في صلاة الليل ولم يجهر في صلاة النهار والراتبة؛ وذلك لأن قولنا قد سبق في أن سلطان السمع ينفد ليلاً كما أن سلطان البصر ينفد نهارًا فكان السمع فيه أبلغ في تأتيه إلى القلب، ولما كان النهار مظنة اشتغال الناس.
* وفيه نفاذ البصر كان الإسرار فيه أنسب لحاله، وأما صلاة الجمعة والعيدين فإن كلاً من ذلك يجتمع له ولا يتكرر فعله في كل يوم، فأما صلاة الجنازة فإن الإخفات فيها على أن (47/ أ) الغالب فيها يكون نهارًا إلا من ضرورة
الصفحة 191
319